في التفاصيل، تزوجت فاتن زكي في عمر الـ12 عاماً، بموافقة والدتها التي انفصلت عن أبيها وظلت ابنتها في حضانتها.
ووافقت الأم على زواج فاتن من أحد أبناء القرية بعقد زواج عرفي بتوقيعها، وذلك لعدم بلوغ الفتاة السن القانوني للزواج، وهو 18 عاماً حسب القانون.
فيما استمر زواج القاصر لعامين، وكان زوجها دائم التعدي عليها بالضرب المبرح، إلى أن وصل الأمر بقتلها بعد وصلة تعذيب، وفق والد الفتاة زكي إبراهيم الذي طالب بتشريح الجثمان وإعدام زوجها.
وقال إبراهيم لـ"العربية.نت" إنه انفصل عن زوجته منذ عامين وأصبحت ابنته في حضانة والدتها، مضيفاً أن فاتن فوجئت بموافقة والدتها على زواجها من شخص في قرية كفر يعقوب، دون موافقة الأب، مؤكداً أنه لم يوقع على قسيمة الزواج العرفية "لكن الأمر أصبح واقعياً وابنتي تزوجت وهي تبلغ 12 عاماً فقط، وكان زوجها دائم الاعتداء عليها بالضرب".
كما مضى قائلاً: "فوجئت باتصال يطالبني باستلام جثة ابنتي، وتبين من الفحص أنها تعرضت للضرب المبرح من زوجها، أدى إلى وفاتها"، مردفاً أن فاتن "ماتت وكانت ضحية والدتها لأنها زوجتها وهي طفلة وزوجها هو الذي قتلها".
إدانة الأسرة
من جانبه قال المحامي بالنقض ورئيس شبكة الدفاع عن الأطفال في نقابة المحامين، أحمد مصيلحي، لـ"العربية.نت" إن الواقعة بها إدانة واضحة لأسرة الفتاة، خاصة والدتها حيث أنها مسؤولة عن حضانتها.
كما أوضح أنه يوجد مسؤولية قانونية كبيرة على الأم أيضاً لأنها عرضت حياة طفلتها للخطر، مبيناً أنه حسب القانون يكون العقاب بالحبس لمدة 6 أشهر.
كذلك أضاف أنه في حالة الزواج قبل الـ18 سنة يعتبر الأمر شكل من أشكال الاستغلال، خاصة لو تحصل الأب أو الأم على مقابل مالي فتكون العقوبة تتخطى الـ5 سنوات.
فيما ختم لافتاً إلى أنه إذا كان عمر الزوج يتخطى الـ18 عاماً تكون العقوبة بالسجن 5 سنوات، مشيراً إلى أنه في حالة فاتن فقد ساهمت الأسرة بزواجها وهي طفلة وكانت في حضانة والدتها، لذا يتم اتهامها بعدد من التهم وهي "تعريض نجلتها للخطر، وزواجها المبكر، والمساهمة في استغلالها الجنسي"، مؤكداً أنه في حالة تقاضي الأم مبالغ مالية يتم اتهامها بالاتجار بالبشر.
"طبق معكرونة"
يذكر أن الجريمة وقعت بعد شعور فاتن بالجوع ولم يكن زوجها وأهله قد وصلوا إلى المنزل بعد.
فأكلت "طبق معكرونة" لتسد جوعها، وحين عاد الزوج الذي يعمل سائق توكتوك إلى المنزل علم بأمر أكلها "بدون إذن منه".
لينهال عليها بالضرب المبرح، مع كيها بالمكواة، وضربها على رأسها بـ"عصا عريضة"، ثم جذبها إلى سطح البيت وألقاها من أعلى المبنى.
فيما تم نقل فاتن إلى مستشفى كفر الزيات العام لتلقي العلاج، إلا أنها لم تصمد أمام إصاباتها ففارقت الحياة.
اترك تعليقا:
.png)
