ويحتل الاردن المرتبة 11 بين الدول العربية والمرتبة 86 بين دول العالم في عدد السكان.
ووفقا لدائرة الاحصاءات، شهد الأردن تغيرات ديموغرافية حادة خلال النصف الثاني من القرن الماضي نتج عنها تزايداً كبيراً في عدد السكان، فقد ارتفع عدد سكان الأردن من حوالي 586 ألف نسمة في عام 1952 إلى 11.516 مليون نسمة في نهاية عام 2023 ومن المتوقع أن يرتفع حجم السكان الى 11.956 مليون نسمة في نهاية 2025 ويبلغ معدل النمو السنوي للسكان في الاردن حالياً 1.9% مما يعني أن عدد السكان سيتضاعف بعد حوالي 37 سنة من الآن.
وتباينت معدلات النمو السكاني تبايناً ملحوظاً نتيجةً للتغيرات التي شهدتها عناصر النمو السكاني المتمثلة بالخصوبة والوفاة والهجرة الصافية، وقد انخفض معدل النمو السكاني في الأردن انخفاضاً ملموساً خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي والسنوات الأولى من الألفية الجديدة، حيث انخفض المعدل من 4.4% بين تعدادي 1979 و1994 إلى 2.6% بين تعدادي 1994 و2004 الا انه ارتفع إلى 5.3% خلال الفترة بين تعدادي 2004 و2015 نتيجة للأوضاع السياسية التي مرت وما زالت تمر بها المنطقة والتي أدت الى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين منذ عام 2011.
وحقّق الأردن أيضاً تحسناً ملحوظاً في الخدمات الصحية خلال العقود الزمنية الأخيرة من القرن الماضي والعقد الحالي من الألفية الجديدة، مما أدى إلى انخفاض معدلات الوفاة وساهم في ارتفاع جوهري في العمر المتوقع للسكان ليصل إلى 73.3 سنة لكلا الجنسين حسب نتائج مسح السكان والصحة الاسرية عام 2017-2018.
وبينت نتائج التعداد السكاني الأخير 2015، ان نسبة صغار السن (أقل من 15 سنة) قد شكلت 34.3% من المجموع الكلي للسكان في المملكة، في حين بلغت نسبة الذين أعمارهم 15-64 سنة والذين يشكلون المخزون من القوى البشرية 62%، وبلغت نسبة كبار السن (65 سنة فأكثر) 3.7%، في حين بلغ معدل الاعالة الديموغرافي 61.4 لعام 2023، كما انخفض متوسط حجم الأسرة للسكان في الأردن ما بين تعدادي 2004 و2015 (من 5.4 فرد الى 4.8 فرد على التوالي) .
كما انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع من مستوياته المرتفعة خلال الفترة الزمنية المشار إليها من حوالي 122 لكل ألف مولود حي خلال الفترة 1952-1955 ليصل إلى 14 لكل ألف مولود حي حسب نتائج مسح السكان والصحة الاسرية 2023، وكذلك انخفضت معدلات الإنجاب الكلية نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والصحية من 5.6 طفلاً للأنثى في سن الإنجاب (49-15) سنة في عام 1990 إلى 2.6 طفلاً وذلك حسب نتائج مسح السكان والصحة الاسرية 2023، ويظهر الأثر في ارتفاع العمر وقت الزواج الأول للإناث الذي وصل الى 27.5 سنة في عام 2022 على مستويات الإنجاب في الأعمار المبكرة، والتي تعكس التغيرات في نمط الإنجاب في هذه الأعمار.
وأهم العوامل الاجتماعية التي ساهمت في حدوث الانخفاض في مستويات الإنجاب إقبال الإناث على التعليم للحصول على مؤهلات تعليمية عالية، وكان للعوامل الاقتصادية دورها أيضاً في هذا المجال وخاصة من خلال الارتفاع في نسبة الإناث الاردنيات في المشاركة الإقتصادية حيث بلغ معدل المشاركة الاقتصادية المنقح 14.0% في عام 2023.
وفي جوانب التعليم حقق الأردن ايضاً تقدماً في انخفاض معدلات الأمية من 16.7% في عام 1991 إلى 5.0% في عام 2023، وارتفعت نسبة الاردنيين الذين مستواهم التعليمي ثانوي فأكثر الى 42.9% حسب نتائج مسح قوة العمل عام 2023.
وتشير التغيرات الديموغرافية في الأردن الى الانخفاض المستمر في نسبة السكان صغار السن (أقل من 15 سنة) وارتفاع نسبة السكان في أعمار القوى البشرية (64-15 سنة) والارتفاع البطيء في نسبة كبار السن ( 65 سنة فأكثر) مما يعني انخفاضا مستمراً في معدل الإعالة الديموغرافي في السنوات القادمة من مستواه المرتفع ليصل إلى حوالي 52 فرد لكل 100 فرد من السكان في أعمار القوى البشرية (64-15 سنة) ودخول الاردن عتبة الفرصة السكانية عام 2030 والذي سيكون له انعكاسات إيجابية على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وغيرها وستبلغ الفرصة السكانية في الاردن ذروتها في عام 2040 ،حيث سيبلغ معدل الاعالة الديموغرافي 47.7 لكل 100 فرد في أعمار القوى البشرية (64-15 سنة).
تشارك دائرة الاحصاءات العامة الأردنية العالم بالاحتفال باليوم العالمي للسكان، والذي تم اعتماده في الحادي عشر من تموز من كل عام منذ عام 1989، وتشير التقديرات الحالية إلى أن ما يقرب من 83 مليون شخص يضافون الى سكان العالم كل عام، وحتى على افتراض أن مستويات الخصوبة ستستمر في الانخفاض، فمن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم الى 8.6 مليار في عام 2030 و9.8 مليار في عام 2050 و11.2 مليار في عام 2100، وفقاً لإسقاطات المتغيرات المتوسطة وذلك حسب الموقع الإلكتروني الأمم المتحدة للسكان.
اترك تعليقا: