وقالت “حماس” إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.
وبيّن القيادي في “حماس” خليل الحية لـ “الجزيرة”، أنه في المرحلة الأولى من الاتفاق ستتم المفاوضات غير المباشرة بالوساطة المصرية والقطرية على مفاتيح التبادل.
وأوضح أن “الاحتلال سينسحب إلى مناطق محاذية للحدود داخل قطاع غزة في المرحلة الأولى، ولا قيود على عودة النازحين، وهذا نص واضح في مقترح الاتفاق”.
كما أوضح أن “المقترح يتضمن بمرحلته الثانية الإعلان المباشر عن وقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة”.
وزاد: “قدمنا التنازل لنفتح الباب لوقف الحرب المجنونة ولتكون هناك عملية تبادل حقيقية للأسرى”. وأضاف “الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي”.
وبيّن أن “الوسطاء قالوا لنا إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتزم التزاما واضحا بضمان تنفيذ الاتفاق”.
في حين نقلت “الأناضول” عن مصدر سياسي فلسطيني قوله إنه مقابل إطلاق حماس سراح كل سيدة مدنية أو طفل تطلق إسرائيل سراح 20 من الأطفال والنساء الفلسطينيين.
وبيّن أنه في المرحلة الثالثة يتم خلالها تبادل جميع جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين والبدء بتنفيذ خطة إعمار لغزة.
في المقابل قال مسؤول إسرائيلي لـ “رويترز” إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق
وأضاف أن المقترح الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه هو نسخة “مخففة” من اقتراح مصري يتضمن استنتاجات “بعيدة المدى” لا يمكن لإسرائيل قبولها.
وذكر المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق”.
مع ذلك فقد بين متحدث باسم جيش الاحتلال أن جميع المقترحات المتعلقة بالمفاوضات تتم دراستها “بجدية”.
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي بشأن ما إذا كان إعلان “حماس” قبولها اقتراح وقف إطلاق النار سيؤثر على الهجوم المزمع على مدينة رفح في قطاع غزة، قال الأميرال دانيال هاغاري “ندرس كل إجابة وكل رد بجدية شديدة ونستنفد كل الإمكانيات فيما يتعلق بالمفاوضات وإعادة الرهائن”.
ورغم رد “حماس” قال هاغاري: “نطلب من السكان مساء هذا اليوم (الاثنين) إخلاء المناطق التي حددناها”، موضحاً أن “بداية إخلاء السكان من الأحياء الشرقية لرفح” جزء “من التحضير لعملية برية في المنطقة”.
وأضاف أن على مدار اليوم قصفت الطائرات أيضاً أكثر من 50 هدفاً في منطقة رفح.
ورحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالاتفاق، معربا عن أمله بأن تلتزم إسرائيل بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان بأن آلاف الفلسطينيين خرجوا بمسيرات عفوية في شوارع ومخيمات مدن رفح وخان يونس (جنوب) ودير البلح ومخيم النصيرات (وسط) ابتهاجا، كما وزع الفلسطينيون حلوى على بعضهم أملا في انتهاء الحرب.
ومن المرتقب أن يجمد الاتفاق أو يلغي أي هجوم على رفح، التي عاشت أوقاتا عصيبة، خلال يومي الأحد والإثنين، إذ قصف الاحتلال 11 منزلا ما أسفر عن 28 شهيدا بينهم أطفال ونساء.
كما استفاق السكان على تهديدات بالطلب منهم بإخلاء المناطق الشرقية والنزوح إلى مدينة خان يونس المجاورة لها من الجهة الشمالية.
فقد دعا الجيش الإسرائيلي في بيان “السكان المدنيين” إلى “الإجلاء المؤقت إلى المنطقة الإنسانية الموسّعة”، حسب مزاعمه.
وأدعى أنه قام بتوسعة “المنطقة الإنسانية في المواصي” الواقعة إلى شمال غرب مدينة رفح والتي “تشمل مستشفيات ميدانية وخيماً وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات”.
وردا على سؤال بشأن عدد من سيتمّ إخلاؤهم، قال متحدث عسكري إسرائيلي “التقديرات هي نحو 100 ألف”. وأكد أن الإخلاء “عملية محدودة النطاق”.
وبيّن الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة “فرانس برس” أن “المربّعات المطلوب إخلاؤها يوجد فيها حاليا 250 ألف شخص”، موضحا أنها تشمل “أكثر من ثلث المحافظة”.
وشملت أوامر الإخلاء بلدة الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتية زارع والبيوك، وكذلك الأحياء (10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، 28، و270″.
شهود عيان قالوا إن الآلاف من الفلسطينيين بدأوا بالنزوح من المناطق الشرقية في رفح إلى غربي ووسط المدينة وغربي مدينة خان يونس (جنوب) وشمالي مدينة دير البلح (وسط).
اترك تعليقا: